كـَـيْــفَ نَـنــْـسـَى المَــاضِــي .. !!
حين تتعطل عقارب السّاعات وتتوقف نبضاتُها عن الحراك
تتحجرُ الذكريات وتتراكمُ الأحداث
فتصنع مُجتمعة تاريخاً يُذكرنا بما فعلناهُ خلال أيام ٍ خوال ٍ قد مضت من العمر المُهدر..
تلك الذكريات ما تنفك الظروف و إلا أن تتدخل بملامحها
لتُشكل بصلصالها تضاريسا و تفاصيلا منقوشة في الأذهان ، فتوقضنا علي وقع تلك اللحظات ..
فتُنسخ كما رُأت علي شريط الماضي ، لتُصنع بذلك ( الذكري ) ..
تلك الذكريات قد تكون سارّة يسعى المرء لتذكرها بين الفينة و الاخري و يتلذذ بذكراها ..
وقد تكون غير ذلك ..
فيُسرع المرءُ لمحوها من علي قرص ذاكرته مُستعينا بصناعة واقع أجمل و أزهي ليكون سندهُ
لينسي من خلاله ما قد نسجته يداهُ من خيوط سوداء قد صنعتها في ما غبر من أوقات..
أو يتسارع لإصلاحه و تدارك ما يُمكن إسعافه
فيُصحح بذلك المسارات و يُحاول أن يُعيد به ضبط الإيقاعات لعله يُخفي بعضا من الإخفاقات ..
كل هذه تبقي احتمالات ، طرحتُها لتقبل النقاشات ..
--------------------------------------------------------------------------------
عزيزي ..
ليس كل ما سلف هو مُبرري من كتابة هذه السطور
ولكن دافعي يكمن في كيفية التصرف مع تلك الذكريات التي لا تسر صاحبها ..
هل بنسيانها أو بمُحاولة مُعالجتها
أم بصُنع واقع أكثر جودة ليُعوّض ما فات و إبدال الذكري الأليم بالذكري الأكثر ابتهاجا ..
أم أنّ علي المرء تفادي فعل ما قد ينتُج عنه تلك الذكريات من لحظتها ..!
تساؤلات تطرحُ نفسها بقوّة ..؟؟
نُعاني في مُجتمعاتنا الآنية تلك الظاهرة المُخيفة
فلمُعظمنا الأكبر ذكريات كهذه قد صنعتها الأيام و بعدّة ظروف مريرة لن نسردها
لأن ليس من شأن السّرد أن يُعالج الأمر ..
ولكن بالتأكيد أن أغلبية هذه الذكريات نصنعها بأنفسنا من أخطاء عادة ما تكون فرديّة بحتة
لا يُمكن لأحد غيرنا أن يتحمّل تبعاتها مهما كانت صفته ..
وقد تكون من أخطاء مُزدوجة أو جماعيّة نتحامل مع من كان شريكا معنا في صناعتها ، نتحمّل
معه أثقال نواتجها و أعباء مُضاعفتها ..
وقد تكون من صُنع القدر كـ " خيانة صديق " أو من صُنع ظروف قسريّة كـ " وفاة حبيب "
وقد تكون من صُنع الغير بقصد أو من دون قصد ..
كل هذه ضروب ووجوه لأحداث و أعراض قد تكون مُسببة لـ هكذا ذكريات أليمة ..
ليس المُهم السبب في نظري
ولكن الأهم كيفية الوصول إلي طريقة يُمكننا من خلالها تفادي الأضرار النفسيّة منها ..
لذلك كتبتُ لكم هذه المقالة ..
مُحاولا معكم الوصول إلي الدواء الاجتماعي لهذه الذكريات وكيفيّة التعامل معها
فأرجو من الجميع التفضل بمُناقشة هذه القضيّة و التطرق لها ثم ليمُرّ لإجابة بعضا من هذه
.. الأسئلة :
1 – هل من شأن الماضي أو الذكريات الغير مُحبّبة تذكرها ان تُؤثر علي العامل النفسي للمرء
في ظل الحياة داخل مُجتمع اليوم ؟
2 – و إن كانت كذلك فأيُ الأنواع من تلك الذكريات التي تُؤثر في شخصك ؟
3 – ولو كانت لديك تلك الأمور التي بإمكانها التأثير فيك ، كيف يُمكنك مُعالجتها و التخلص منها
لكي لا تكون عائقا أمام حياتك في مُجتمع اليوم ؟
4 – ما الذي تنصحه لغيرك ممن يحملون مشاعر نحو هكذا ذكريات لكي تُساعدهم للفرار
من ظلال هذا المرض الاجتماعي ؟
5 – هل يخطر ببالك اللحظة حادثة شخصيّة مُشابهة لما تم سرده ، و كيف تعاملت معها