تركَتني
أتَجَرعُ كَأسَ الوحدةِ
أُنَاجي سماءً خلتْ من نُجُومِها
أتَحَدَثُ إلى قَمَرٍ وحِيدٍ أيضاً
لا يَجدُ من يشكي له
تَرَكَتني
عندما قُلتُ أني أُحبها
وَصَفتُ لها شُعُوري
وما يَعتَمِلُ في صَدْرِي
وما أناجي بهِ نِفسي ليلاً
وأنا وحيدٌ في سِريري
وبين طِياتِ قلبي
حُبٌ
يِرغِي ويزبدُ كَمَوجِ البَحْر
حُبٌ
أَكْبَرَ مِن أن يَنْحَصِرَ في كَلِمةٍ
حُبٌ
لو وُزعَ عَلى كِل عَاشقي الدُنيا
لكَفاهُم مَراتٍ ومَرات
قالتْ لِي
أنا لا أفكرُ فيكْ
ولا أحلمُ بكْ
ولا أشتَهيكْ
أنتَ عِندي
كَأنكَ العَدَمْ
أو رُبما
شيءٌ أقلُ من العَدمْ
أنا لا أفكرُ في هوىً أهواهْ
ولا فؤادٍ في لهيبِ الغرامِ دفاهْ
أنا امرأةٌ عَمَليةٍ
لا أرضى إلا بِمنْ يَمْلِكُني بهداياهْ
يُغرقُنِي بأموالِهِ وعطاياهْ
يُشعِرُني بَأني مَلِكَةُ الدُنيا
ليسَ في قَلبِهِ
مِثلكْ
بَلْ فِي دُنيَاهْ
أَنا أبحثُ عَنِ المَالْ
عَنِ الجَاهْ
عَنِ السُلطَةِ
عَنِ النُفُوذْ
وأنتَ يَا مِسكِينْ
في كِلِ هَذا فقيرْ
أنتَ حَالكَ كَكُلِ الشبابِ
لذا لا أَنظر لَكُمْ
فَليسَ عِندي استِعْدَادٌ
أن أبدأَ حَياتِي بَعدَ الخَامِسَةِ والعِشرينْ
وأنْ أنتَظِرَ بِنَائَها خَمْسَ أو عَشْرَ سِنِينْ
أنا أريدُ أن أعَيِشْ
تَرَكَتْني وذَهَبَتْ
جَلسْتُ أُفَكِرْ
مَاذا أفعَلُ بِقَلْبِي
وَمَاذَا أَفْعَلُ بِعُمْرِيَ القَادِمْ
هل سَأهوَى مِن جَدِيدْ؟
هل سَيكونُ فِي عُمرِي المَزِيدْ؟
صَمَتُ كَثِيراً
وطَالَ الصَّمْتْ
سَاعَاتٍ وأَيَامْ
لأكْتَشِفَ بَعْدَها
أنهُ
رُبَمَا كَانَ الصَّمْتُ
هُوَ الحَلُ الوَحِيدْ