لون الإحتراق ...
ذلك المزيج المتداخل البديع
بين لون الشمس و لهيبها ...
فإزداد روعة و جمالا
عند إلتقائه بأمواج بحر هائمه
تتراقص بين الأزرق المخضر
تتدرجا إلى الأزرق القاني ...
تمتد بعيدا .. تمتد طويلا ...
و عند المدى البعيد يحتضنان
الأمواج الهائمه .. و الشمس المحترقه ...
السحب الصافيه .. و الغروب الباكي ...
و في مكان ما .. في زمان ما
عند اللاحدود
إرتفع تل بعيج .. بصخور بارزة
مغطية بالشعب
فوق إحداها
تمايل ذلك الظل الباكي
متحورا .. متكورا .. محتويا نفسه
يحتضنها .. و بكل قوة
فكأنما يخاف من شيء ما
كأنما يبكي شيئا ما ...
تزداد الصورة قربا
و يزداد الألم ذبحا ...
حتى تتضح الصورة و تكتمل الملامح
فبات الظل شخصا جاثيا
يبصر المدى البعيد
يتأمله .. يسرح معه
و من فوقه ذلك الدمع
نراه .. نلمسه
نحسه .. فنتنفسه
نغوص داخله .. نسبح معه
و يا لها من أطلال ...
أخذنا نخطو قدما
متحسسين الدرب حولنا
و عندنا بالزمن وهلة
بل بريهة ...
لإابصرنا جنة غناء ...
روضة فيحاء ...
أشجار خضراء ...
فيها من كل لون كيفما نشاء ...
أزهار بهيه .. يمتد عطرها حتى السماء ...
و بلابل تشدو .. ترقص و تتغنى بأهازيج الرخاء ...
جداول تجري تعزف لحنا صافيا
نغما جميلا بمياهها الزرقاء ...
و إفتغرنا فاة من بديع المنظر ...
و من بعيد أبصرنا ذلك الممر الطويل
المزين بأفرع الأشجار ...
و من بينها كتل من الأزهار ...
يقتادنا صوت الحنين
عنفوان المودة
و أريج الرياحين
حتى إذا كنا بجوارها ذهلنا ...
شجرة عملاقة
تفوح أغصانها عطرا
تتلألأ أوراقها نورا
و ينبعث من تجاويفها لحن الغناء ...
رقصت على أنغامه أوتار القلب طربا ...
شجرة نقش عليها إسمها
" شجرة الحب "
و هممنا بالدوران حولها
رويدا" رويدا
و مع كل خطوة نرى من الجمال الكثير
و يتأجج في دواخلنا عنفوان غريب
ينبض به القلب فيجذبنا نحوها أكثر
لنرى .. لنسمع
لنعيش معها القصه
لنعيش معها اللوحه ...
فإندمجنا و كان ما كان ...
بدا لنا عاشقان
متحابان
بالإلفة منسجمان
جمعهما الحب ..و عنفوان القلب أسرهما
عاشقان يقفان أسفلها
أسفل الشجره
" شجرة الحب "
عاشقان إنسجما معها
مع حفيف أوراقها ...
يقف خلفها
يحيطها بذراعيه
و خده على خدها
تداعب الأنسام العطرة شعرها الأسود الداكن المرتمي على كتفيها ...
عاشقان تجمعهما لغة الأعين .. الخرير و الحفيف
عاشقان فوق التله
التلة الخضراء ...
ملتحمان يتابعان ذلك الغروب في حنين
ذلك التزاوج الممتع ...
عندما تندمج الشمس مع البحر في حب
عندما يتعانقان في شغف ...
و تغتالنا لغة المشاعر
تندفع في أوصالنا
فنخطو قدما
حتى إذا بانت اللوحة أكثر
ينقبض القلب .. تثور المشاعر
نفس اللوحة .. نفس التله
نفس الشمس .. نفس البحر
نفس الغروب ... نفس العاشقان
و نفس الشجره ...
" شجرة الحب "
حوار آخر
كلمات أخرى ...
هو .. ينظر إلبها
و نظرة حزن بادية على وجهه
ينظر إليها و دمعة ألم تنزف من عينيه
ينظر إليها و عبرة تعتصر قلبه
ينظرإليها بإبتسامة حب ...
هي .. تبتعد قليلا و نظرة خاوية بلا ملامح إرتسمت عليها
تنظر إليه و ظلال دمعة تتلألأ بين عينيها
تنظر إليه تارة ..
توليه ظهرها تارة ..
و تبتعد تارة أخرى ...
تنظرإليه .. و حيرة إرتسمت فوقملامحها
ثم ترحل مبتعده ..
ترحل صامته ..
و يرحل الحب ..
تخبو الأنوار ..
ترحل الأطيار ..
تذبل الأزهار ..
و تبقى اللوحه ..
تبقى التله ..
يبقى هو ..
و تبقى الشجره ..
" شجرة الحب "
و ما زال هناك
في نفس المكان
يجلس فوق الندب الصخري البارز أعلى التله ..
أقترب منه أكثر
قد رأيته من قبل ..
في مكان ما ..
في زمان ما ..
حتى أتضحت لي الصورة
و إعتصرني الألم ..
و إنقبض القلب ..
أجدني أعرف حزنه جيدا ..
أجدني أعرف معاناته جيدا ..
و أجدني أعرفه ..
أجدني أنا ..
و ما كنتني أعرفني أنا ..
و ما عرفتني بعد رحيل الحب .. .
و ما زلت فوق الصخره
أرقب تلك اللوحة الزاهيه
أرقب لون الإحتراق
و يرحل كل شيء
و مازلتني أسفلها
و ما زالت هناك
" شجرة الحب "